Contents
تعتبر السياحة في مراكش من الأكثر نموًا في الوطن العربي وشمال إفريقيا خلال العقدين الماضيين، فمراكش أو عاصمة النخيل كما يطلق عليها أهل المغرب هي أهم الوجهات السياحية في المغرب ويزورها ملايين السياح كل عام من مختلف دول العالم لإلقاء نظرة على تاريخ كبيرة ومتنوع تضمه مدينة مراكش المغربية وعيش تجربة فريدة داخل أحياء المدينة القديمة التراثية وممارسة عادات أهلها والتعرف على واحدة من أقدم الثقافات التي عرفتها البشرية، لذا دعونا في هذا المقال نعرف أكثر عن متعة السياحة في مراكش عبر موقعكم السندباد، و نأخذكم في جولة داخل أفضل الأماكن السياحية في مراكش التي لا يجب أن تُغادر المدينة الحمراء قبل زيارتها.
أفضل أماكن السياحة في مراكش
يمتد سحر مراكش المدينة التراثية الضاربة في جذور التاريخ لكل شارع من شوارعها، مجرد التجوال في مراكش ومُخالطة أهلها ورؤية تراثها المعماري متعة يُسافر لها البعض آلاف الكيلومترات، لكن بالرغم من ذلك تضم مراكش مجموعة كبيرة من المعالم السياحية المتنوعة ما بين المعالم الأثرية والتاريخية والأماكن السياحية الحيوية التي تُقام بها العديد من الأنشطة والفعاليات الممتعة كل يوم، كذلك تُعتبر مركزًا ثقافيًا ومدينة للفنون، ومن أهم هذه المعالم في مراكش:
قصر البديع في مراكش
يُعد قصر البديع علامات السياحة في مراكش، فلا يكاد يخلو برنامج سياحي داخل المدينة الحمراء من زيارته؛ حيث يُعد القصر من أقدم المعالم السياحية في المدينة ويعود تاريخه إلى القرن السادس عشر، يُعرف بقصر البادي أيضًا نسبة إلى السلطان أحمد المنصور الذهبي الذي قام ببناء القصر احتفالًا بانتصاره على البرتغاليين وتوليه حكم المغرب، وأخذ يُزينه بقطعٍ نادرة من مختلف البلاد الأوروبية والإفريقية، وجمع الشكل المعماري لقصر البديع بين التراث الأمازيغي والإسلامي وبين التراث البرتغالي القديم.
وعلى الرغم من أن عوامل الزمن وتعرض القصر إلى النهب والسرقة أكثر من مرة إلا أنه لا يزال بديع اسمًا ووصفًا فبمجرد الدخول من أبوابه سيخطف نظرك جمال مبانيه وروعة الإطلالة على بحيرة كبيرة ومن حولها روضتان، كما ستشعر أنك في جولة بأعماق التاريخ حينما تقرأ أبيات الشعر والنصوص المدونة على الجدران بأجمل الخطوط العربية.
مدرسة بن يوسف في مراكش
هي واحدة من أقدم المراكز الثقافية في المملكة المغربية، ومن أهم المعالم السياحية في مراكش، فمدرسة بن يوسف تحفة معمارية تعكس براعة الفن المعماري الإسلامي في القرن ال16 التي تظهر في تصميم المدرسة الرائع والنقوش والزخرفة على الجدران والأبواب داخل المدرسة، كما أنها تُعطينا صورة عن شكل المباني في عهد الدولة المرينية أمازيغية الأصل.
تتكون مدرسة بن يوسف في مدينة مراكش من صحن واسع يحتوي على حوض ماء مُزين بالرخام الإيطالي الملون والذي نظهر تحت الماء النقي بشكلٍ جميل كأنه لوحة فنية، ومن حول الساحة الكبيرة تجد القبلة جنوبًا، وفي باقي النواحي تجد غُرف الطلاب والقاعات الدراسية وغرف المُعلمين والعاملين بالمدرسة التي تعكس أروع فنون الزخرفة والنقش على خشب الأرز الفخم والأواني الفُخارية والنحاسية التي ما زالت مُحتفظة بحالتها رغم كل هذه السنوات التي مرت عليها.
لذا بلا شك إن كنت من مُحبي التاريخ أو الفنون فلا بُد أن تضع زيارة مدرسة السلطان ابن يوسف ضمن أول جولات السياحة في مراكش التي ستقوم بها.
ننصح بقراءة سور مراكش و900 عام من التاريخ !
حدائق المنارة في مراكش
تُعتبر حدائق المنارة الملاذ لأهل مراكش من صخب المدينة التي تنبض بالحياة والحيوية في كل زقاق فيها، كذلك هي المكان المثالي لمُحبي الهدوء والاسترخاء وسط الطبيعية من السياح، فبعد يومٍ حافل بالمزارات السياحية والجولات في أسواق مراكش المُزدحمة سيكون من الرائع أن تحصل على بعض الهدوء والاسترخاء وتُشاهد غروب الشمس وأنت تُحيط بك المياه والأشجار التي تتزين بها حدائق المنارة، أحد أقدم الحدائق المغربية والتي يعود تاريخها إلى القرن الثاني عشر.
فقد بُنيت بالقرب من جبال الأطلس جنوبًا في عهد الدولة الموحدية لتكون مركزًا لتدريب الجيش على السباحة وفنون القتال البحرية وكذلك مساحة شاسعة يزرعها سكان المنطقة، وقد اشتهرت بأشجار الزيتون التي تُزينها، وتم ضمها إلى قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 1985، مما جعلها محط اهتمام للمملكة المغربية وقد تم العمل على تطويرها لمرات عديدة.
لتُصبح حدائق المنارة اليوم أحد أسباب نمو السياحة في مراكش ومعلم يُسافر لزيارته آلاف السياح حول العالم للتمتع بوقتٍ هادئ وسط أشجار النخيل التي يتجاوز عمر البعض منها الـ100 عام، والحصول على إطلالة رائعة من الجناح الملكي الموجود في الحديقة والذي يطل على بركة مياه كبيرة تعكس الجمال الذي يُحيط بها من كل اتجاه.
أسواق مراكش الشعبية
لطالما كانت مراكش مركزًا اقتصاديًا هامًا للملكة المغربية، وتمتعت أسواق مراكش منذ القدم بشعبية كبيرة لدى زوار المدينة من العرب وغيرهم، وإلى الآن يُعد التجوال والتسوق من أسواق المدينة التجارية القديمة جزءًا مميزًا في رحلة سياح مدينة مراكش؛ فالأمر لا يقتصر على تنوع المُنتجات والمصنوعات المحلية المُميزة للمغرب منذ قديم الزمان، ولا في الجودة الكبيرة التي يتمتع بها الحرفيون في مراكش مما يجعلهم يخرجون قطعًا فريدة من النسيج والزخارف وغيرها من الصناعات، يل المتعة كلها تتجلى في التجول بين أزقة وشوارع أسواق مراكش وكأنك عودت بالتاريخ إلى مئات السنين وسط مباني تاريخية وموسيقى وأهازيج مغربية أصيلة توارثتها أجيال عن بعضها البعض، جولة لا تُنسى بلا شك.
كما أنك ستُفاجئ من الأسعار الزهيدة التي تُباع بها بعض المُنتجات المحلية رائعة الجمال في أسواق مراكش، ولا تنسى أثناء جولتك تجربة بعض الأصناف الشعبية من الطعام والحلوى المغربي، فالمطعم المغربي من أشهر وأفضل المطاعم في العالم.
حديقة أوسيريا المائية في مراكش
لا تتوقف السياحة في مراكش على الأماكن الأثرية فقط والجولات الحرة، فإن كنت مُسافر مع أصدقائك وعائلتك وتُريد بعض المتعة فيمكنك قضاء يومًا من اللعب والاستمتاع في حديقة أوسيريا المائية أحد أضخم الملاهي المائية في المغرب العربي، والتي تُناسب الكبار والأطفال لتنوع الألعاب المائية فيها وجود حمام سباحة خاص لكل فئة عمرية، ذلك بالإضافة إلى مختلف المرافق الخدمية التي قد تحتاج إليها خلال يومك، مع أعلى معايير النظافة والأمان.
كما تضم حديقة اوسيريا مسرح كبير مفتوح تُقام عليه الحفلات الموسيقية باستمرار طوال العام، والعديد من المطاعم العالمية والمحلية، والمحال التجارية.
ننصحكم أيضًا السياحة في شفشاون وأجمل 4 أماكن تستحق زيارتك
صحراء مراكش
يأتي للتخييم في صحراء مراكش الآلاف كل عام من أوروبا وأمريكا وكل مكان في الأرض، ما من مُحب للصحراء وممارسة الرياضات الصحراوية من تسلق الكثبان الرملية والتزحلق على الرمال لا يعرف صحراء مراكش أو سمع بها، فالبعض يُسافر لمراكش فقط للتخييم في صحرائها الواسعة ومُشاهدة السماء الصافية والنجوم تُزينها كأنها لوحة لفنان مُبدع، لذا تُنظم الشركات السياحية في مراكش رحلات سفاري بشكلٍ دائم تُقدم فيها إلى السياح لمحة عن الحياة بدو الأمازيغ سكان مراكش الأصليين، بالنوم في الخيام محلية الصنع وركوب الجمال وتناول الطعام المغربي الشهي، بالإضافة إلى مُغامرة التزحلق بالألواح من فوق الكثبان الرملية وغيرها من الأنشطة التي تجعلك تنفصل عن العالم الحالي الصاخب بالتكنولوجيا لبعض الوقت.
الخلاصة
تتمتع السياحة في مراكش بتنوع كبير لكنها ستكون مثالية أكثر لمُحبي التراث والمدن ذات التاريخ الكبير والثقافة الخاصة، كما أنها تتميز بأسعارها الاقتصادية وكثرة الأنشطة التي يُمكنك القيام بها خلال رحلتك، بالإضافة لكون الشعب المغربي مضياف ومُعتاد على التعامل مع السياح من مختلف الثقافات.